في ظل الحرارة الشديدة التي تتميز بها منطقة الخليج العربي، أبت دولة قطر إلا أن تجد الحل المبتكر والخّلاق لحل مشكلة فصل الصيف الحار، بشكل يدمج ما بين الراحة والصحة الرياضية، فقد أطلقت قطر مبادرة الحدائق المكيفة، وذلك لتمكين المقيمين والوافدين من التمتع برياضة المشي والجري أو ركوب الدراجات الهوائية في جو بارد وآمن على مدار الساعة، وهي المبادرة التي تأتي ضمن رؤية شاملة لتعزيز الصحة المجتمعية، بتوفير مساحات خضراء مستدامة.
الحدائق المكيّفة في قطر
تسعى دولة قطر لطرح مبادرات صحية كثيرة تخدم المقيمين والمواطنين على حد سواء، وآخر تلك المبادرات هي مبادرة الحدائق المكيفة، ففي ظل ارتفاع دراجات الحرارة التي يتميز بها مناخ قطر، برزت عدد من الحلول لتشجيع رياضة المشي أو الركض أو ركوب الدراجات الهوائية، من بين هذه الحلول البناءة كانت بمبادرة قطرية نوعية ممثلة في إنشاء حدائق مكيفة.
ولتحقيق هذا بدأت قطر في تطوير 3 حدائق مكيفة في البلاد، فقط تم إنشاء مسارات طويلة لممارسة رياضة المشي في جو بارد لا حار، مع إمكانية ركوب الدراجات الهوائية في هذه المسارات التي أنشأت خصيصاً لمن يرغب في ممارسة أي نوع من هذه الرياضات، وقد حرصت الدوحة على تطوير ثلاث حدائق بتقنيات تبريد متقدمة، مع حديقة رابعة في “المدينة التعليمية” والحدائق هي كالتالي:
- حديثة روضة الحمامة.
- حديقة الغرافة المكيفة.
- حديقة أم السنيم.
- وحديقة الأوكسجين، وهي الحديثة التي تقع في “المدينة التعليمية”.
هذه الحدائق المكيفة في قطر، وجدت للترفيه وفي نفس الوقت لممارسة الرياضة من مشي، جري، ركوب دراجات هوائية، حيث ستمنح الأشخاص تجربة رياضة متكاملة بجو مناخي مُعتدل وآمن، وذلك بمسارات خاصة لهذه الفئة التي ترغب في التنعم والحصول على فوائد ممارسة الرياضة.
1- حديقة الغرافة المكيفة
تُعتبر حديثة الغرافة في قطر أول حديقة مكيفة حول العالم، فقد طور فيها نظام تبريد للحفاظ على درجة الحرارة المثالية التي تحافظ على 26/ 28 درجة مئوية، وهو أمر يجعل من الحديقة مكان ملائم للزيارة بدون القلق مع درجات الحرارة المرتفعة في قطر.
حديثة الغرافة تقع في مساحة تصل إلى 50 ألف متر مربع، وتتسع لأكثرث من 3 / 4 آلاف زائر يوميًا، مع بنائها بتصميم عمراني إسلامي (المشربية)، وهو التصميم الذي ساعد في دوران الهواء البارد داخل الحديقة بشكل يلطف من الجو وينعش زاورها، مع توفير مسارات وممرات خاصة بالمشاة ومحبي ممارسة رياضة الجري أو الركض وركوب الدراجات الهوائية.
2- حديقة الأكسجين المكيفة
على مساحة 130 ألف متر مربع، تقع حديقة الأكسجين بداخل المدينة التعليمية في قطر، وهي من بين أجمل الحدائق المكيفة في قطر، فيها تحد الكثير من المناطق الخاصة بالتنزه، المشي، الركض، أو الجري، مع إمكانية ركوب الدراجات الهوائية.
فهي واحدة من بين أكبر المساحات الخضراء داخل المدينة التعليمية، فهي مزودة بمكيفات هواء في الممرات والمسارات التي يسير أو يجلس فيها المارة، فهي من ضمن أبرز وجهات مفتوحة تتحدى حرارة الصيف الحارقة في قطر.
3- حديقة ام السنيم قطر
من بين الحدائق المكيفة في قطر، حديث أم السنيم فهي من بين أطول المسارات المكيفة في البلاد، حيث يمكنك التمتع بمسارات مكيفة، وقد دخلت الحديثة موسوعة جينيس للأرقام القياسية وذلك بطولها الذي يصل إلى 1143 متراً.
وبمساحتها الخضراء الباردة التي تصل لأكثر من 88 ألف متر مربع من المسطحات الحضراء، مع توفر مناطق للعائلات ومناطق ألعاب للأطفال مجهزة تماماً.
قد يهمك أن تقرأ: حديقة المغامرات في جزيرة البانانا: تجربة استثنائية لمحبي الإثارة في الدوحة
ممارسة الرياضة والتنزه بأجواء باردة
تمنح الحدائق المكيفة في قطر مرونة كبيرة في اختيار الوقت المناسبة لممارسة الرياضة أو التنزه برفقة الأهل والأصدقاء، فالحدائق تفتح أبوابها من ساعات الصباح الباكر وحتى الليل، فهي وجهة للرياضيين، وعشاق ركوب الدراجات، ولهواة الجري والركض، وكل هذا بجو مُكيف وبارد، وذلك لمنع إصابة الأشخاص بضربة شمس بسبب الحرارة المرتفعة.
إلى جانب ممارسة الرياضة، هناك جانب آخر ترفيهي، حيث تشهد أجواء الحدائق وقت المساء فعاليات وأمسيات للعائلات، حيث يمكنهك الاستفادة من المرافق والمناطق المتعددة التي توفر لك جلسات عائلية متطورة مع مناطق للعب الأطفال، ومواقع لركوب الدراجات الهوائية، مع أنشطة مجتمعية مسلية وترفيهية أخرى فريدة ونوعية، حيث يتم التنقل بين مسارات ومميزات الحدائق المكيفة في قطر بمساحات خضراء تبعث في النفس الراحة النفسية والطمأنينة.
من قلب العاصمة الدوحة، توفر تلك الحدائق بيئة مثالية، تجمع ما بين الجمال والراحة النفسية مع الهواء الطلق، فقد تحولت المساحات والمسطحات الخضراء وجهة للكثير من الأشخاص من محبي ممارسة الرياضة والمشي صباحاً باكراً أو مساءًا.
بنية تحتية رياضية وترفيهية متاحة للجميع
ضمن رؤية قطر لتعزيز الصحة العامة للمواطنين والمقيمين، تسعى الدولة لتوفير بنية تحتية رياضية مجهزة ومتاحة للجميع بكافة الأعمار، حيث يمثل فصل الصيف تحدياً كبيراً للأشخاص في دول الخليج وفي قطر خاصة.
وقد كان دور وزارة البلدية دوراً مهماً في هذا المضمار، فقد كان لها دوراً محورياً في تجهيز الحدائق المكيفة في قطر، حيث عملت على تطوير وتجهيز المساحات الخضراء بناء على معايير عالمية روعي فيها الحداثة والراحة، فقد طورت البدلية أكثر من 153 مساحة خضراء، إلى جانب 127 حديقة عامة داخل المدن والمناطق السكانية المكتظة بالسكان.
ولم تقف البلدية عند هذا الحد، فقد سعت لتطوير وإضافة أكثر من 160 مساحة خضراء جديدة، تشمل كورنيشات حضرية ومتطورة، مع حدائق وأماكن للترفيه والمتعة مجهزة بأحدث التقنيات التي تسهل على الزوار التمتع بأجواء صيفية باردة وآمنة.
وقد سعت البلدية إلى تحقيق مبدأ الاستدامة البيئية والاقتصادية، فقد استخدمن أنظمة ري ذكية يتم مُعالجتها، حيث يتم استخدامها في الحدائق، وفي نفس الوقت تحافظ على الماء والبيئة وتعمل على ترشيد المياه بشكل كبير.
قد يهمك أن تقرأ: أكبر حديقة مائية في قطر: Meryal Waterpark
في الختام، تمثل الحدائق المكيفة في قطر نموذج من النماذج المشرفة في قطر، فقد نحجت الدوحة في تسخير التكنولوجيا لخدمة المواطنين والمقيمين بالتغلب على المناخ القاسي في فصل الصيف الحار، فقد دعمت الدولة مبادرات بيئة كثيرة، مع دعم مشروعات البنية الخضراء، فالدولة تسير نحو مستقبل حضري مستدام وأكثر إشراقًا، حيث تكون الرياضة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكل شخص يقيم على أرض البلاد.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.