عادات وتقاليد الجالية اللبنانية في قطر في عيد الأضحى المُبارك، تتشابه لحد كبير لتقاليد وعادات الجالية السورية في قطر، أو الجاليات بشكل عام في بلاد الشام العربي، مثل الجالية الفلسطينية والأردنية، فهناك علاقات ود وصداقة وعمل مُشترك واحترام مُتبادل ما بين الجالية اللبنانية والمواطنين القطريين، فاللبنانيين في قطر يحرصون كل الحرص على إحياء العادات والتقاليد اللبنانية في أرض الغربة والبُعد عن الوطن الأم، وبما أننا في انتظار عيد الأضحى 2025، والذي سُيصادف يوم 6 يونيو القادم، فإليكم عادات وتقاليد ومظاهر احتفال جالية لبنان في قطر خلال العيد الكبير، عيد الأضحية.
عادات وتقاليد الجالية اللبنانية في قطر
ما بين الموروث اللبناني وروح الصداقة القطرية، تحتفل الجالية اللبنانية هذه الأيام بعيد الأضحى المُبارك وتستعد لهذه المناسبة الدينية المُباركة، تحرص كما هو الحال كل عام، على الحفاظ على العادات والتقاليد اللبنانية قبل وبعد العيد، سواء في عيد الأضحى أو عيد الفطر السعيد، أو في رمضان، أو أياً من المناسبات الاجتماعية الخاصة.
كما هو الحالة في الجاليات العربية الأخرى، مثل الجالية الفلسطينية أو الأردنية، تحافظ الجالية اللبنانية في قطر على عاداتها وتقاليدها النابعة من البيئة الشامية في “باريس الشرق”، وتظهر بشكل جلي في المناسبات والاجتماعات العائلية حيث يبدأ العيد بصلاة العيد في المساجد ومصليات قطر المُعتمدة، حيث يرتدي الرجال الثوب اللبناني التقليدي أو اللباس القطري، وتلبس النساء قفاطين وفساتين جميلة، وبعد الصلاة يتبادل المصلين التهاني بعبارات مثل” كل عام وأنت بخير” أو “عيدكم مُبارك” أو باللبناني “كل عام وأنت بخير خيو”.
وبعد الصلاة يتم تبادل الزيارات ما بين العائلة، ويتناول أفراد العائلة الواحدة وحبة الإفطار التي تتضمن أطباق شهية، ومع الغذاء يتناولون المقلوبة، المندي، فتة اللحم، إضافة إلى تزيين مائدة الضيوف بكل ما يشتهي عينك من الكنافة، المعمولة، وفيها يتم تقديم القهوة العربية، إضافة إلى المشروبات الساخنة والباردة.
كما وتتضمن عادات وتقاليد الجالية اللبنانية بقطر، طقوس ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الفقراء وأصحاب الدخل المحدودة من المُتعففين والمُحتاجين، ويتم توزيعها على الأهل والأقارب من أبناء الجالية نفسها، أو للأصدقاء القطريين، فلا يمكن لأحد نكران العلاقة المتينة ما بين اللبناني المُغترب والمواطن القطري، فهي علاقة تقوم على أساس التفاهم والتعايش السلمي المبتني على الحب والود والصداقة، والقطري بشكل عام، مضياف ويُقدم على تقديم الخير للجاليات أياً كان نوعها، لبنانية، فلسطينية، أردنية أو حتي الجالية المصرية.
التحضير للعيد: لمسة لبنانية من قلب الدوحة
مع حلول عيد الأضحى المبارك 2025 / 1446 هجرية، تبدأ استعدادات اللبنانيين للعيد في قطر قبل أسابيع من موعده، حيث تقوم السيدات بتنظيف البيوت وتزينها بزينة العيد، مع شراء الأدوات المنزلية الخاصة بتقديم المشروبات والصحون لتقديم الحلوى، إضافة إلى شراء الزهور التي يتم تزيها الحيطان بها.
كما يتم تحضير أصناف كثيرة من الحلويات الخاصة ببلاد الشام مثل كعك العيد، المعمول، الغريبة، وهي التي تعبر عن الأكلات الشامية الأصيلة، وتحمل في طياتها نكهة الوطن الأم ودفء الذكريات، كما وتحرص العائلات والأسر اللبنانية على شراء الملابس الجديدة للأطفال وللكبار، عبر التسوق من المولات والمحال القطرية.
وما قبل العيد، يحرص اللبناني على شراء أضحية عيد الأضحى، من بين نقاط البيع والشراء المُعتمدة والمنتشرة في العاصمة الدوحة، وغيرها من محافظات ومدن قطر الأخرى، فشراء الأضحية قبل الموعد بوقت طويل، يوفر الكثير من المال على صاحب الأضحية، نظراً لارتفاع سعرها في الأيام الأخيرة قبل موعد العيد.
قد يهمك أن تقرأ: أسعار الأضاحي في قطر لعام 2025 .. دليل شامل
صلاة العيد وصلة الأرحام
في صباح عيد الأضحى، يتوجه الأفراد من الجالية اللبنانية في قطر للمساجد الكبرى في العاصمة الدوحة لأداء صلاة العيد برفقة الجيران والأهل والأصدقاء القطريين، وسط أجواء من الحب والروحانية والتكبيرات التي تبعث في الروح الفرح والسرور بأداء نسك من مناسك العيد التي نصح بها رسولنا الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم”، حيث يتم تبادل عبارات تهاني عيد الأضحى بكلمات دافئة مثل “عيدكم مبارك”، “كل عام وأنتم بخير”، وهناك من يقوم بتوزيع الحلوى على المصلين بعد خطبة العيد مع القهوة العربية الأصيلة.
وبعد العيد مٌباشرة، يتبادل المصلين من اللبنانين والقطريين، زيارات صلة الأرحام، وذلك لتقديم المٌباركات بالعيد، حيث يتم إقامة مجالس العيد، وتجمعات في المنازل أو الأماكن الخاصة، حيث يحرص اللبنانيون على زيارة الأخوة، الأخوات، والأقارب ممن يعيشون معهم في المهجر، وهذا يعمل على تقليل الشعور بالغربة.
الجالية اللبنانية في قطر وذبح الأضاحي
كما تحرص الجالية اللبنانية في قطر، على أداء سنة الأضحية والأعمال الخيرية، وذلك بالبدء في ذبح أضحية العيد في المنزل أو في الأماكن المخصصة (المقاصب) المُعتمدة في قطر، أو التعاون مع الجمعيات الخيرية الموثوقة، لتوزيع أضحية الشخص نيابة عنه، وذلك بتوزيعها للفقراء وللمُحتاجين مع جاليات أخرى تحتاج أكل اللحم، وذلك سواء بين أبناء الجالية الواحدة أو في المجتمع القطري بشكل عام.
ولا شك أن هذا الجو يبعث روح من الألفة والمحبة ما بين أطياف المجتمع الواحد، فهو من بين أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد، والتي تقوم على التكافل الاجتماعي والتضامن ما بين المُغتربين في المهجر وبين المواطنين القطريين.
الرائع في المجتمع اللبناني في قطر، يحافظ على قوانين البلد المُقيم فيها، ولهذا يقوم بالتعاون مع المذابح المُرخصة والتي تقوم بالذبح وفقاً للشريعة الإسلامية، حيث يتم حجز الأضحية، ومن ثم توزيع اللحوم على الأصدقاء والأهل والأقارب، مع تقديم جزء منها للأسر المُتعففة أياً كانت جنسيته أو دينه.
قد يهمك أن تقرأ: التزام قطر بملف إعادة إعمار لبنان
الأكلات اللبنانية على موائد العيد
لا يمكن أن يكتمل عيد الأضحى بدون المائدة اللبنانية العامرة بكل ما تشتهي العين من أكلات ومشروبات طيبة، حيث يتم تقديم المشاوي المشكلة، ورزق العنب، التبولة اللبنانية، الفتوش، الكبة المقلية، وغيرها من أصناف الطعام المشهورة في لبنان، حيث يُحاول ويحرص اللبناني في غربته على الشعور بروح الوطن من خلال طبخ الأكلات التقليدية الأصلية في بلدانهم الأم.
وتظهر براعة اللبناني في تقديم أطباق من الطعام التي تمزج ما بين المطبخ اللبناني والخليجي في آن واحد، حيث يتم عمل الكبة المحشوة بالكبسة القطرية أو السعودية، أو تقديم الحمص مع لحم مشوي على الطريقة القطريةن وغيرها من مأكؤلات شهية ولذيذة.
كما يتم وضع الحلويات بشتى أنواعها، سواء الحلويات اللبنانية أو القطرية، على موائد الضيوف في الصالونات أو غرف الضيافة المٌخصصة، والتي يتم تزينها بشكل خاص تحضيراً للزيارات العائلية التي تكون في اليوم الأول من العيد وتستمر حتى اليوم الرابع.
التجمعات الثقافية والمراكز الاجتماعية
تحرص الجالية اللبنانية في قطر، على تنظيم فعاليات عيد الأضحى التي تتم داخل المراكز الثقافية اللبنانية أو الجمعيات والمؤسسات الخيرية الأخرى، حيث تشمل الفعاليات والأنشطة عروض فنية وثراثية وموسيقى، مع أنشطة خاصة بالأطفال من أجل الترفيه واللعب، مع إقامة المعارض الثراثية التي تظهر الجانب المشرق من الثقافة اللبنانية، ولا شك في أن هذه الفعاليات تعمل على إيجاد نقاط التقاء ما بين الجاليات الأخرى مع تبادل التجارب وتعزيز الشعور بالانتماء لوطن الغربة وللوطن الأم.
الاندماج مع المجتمع القطري
وعلى الرغم من تمسك الجالية اللبنانية في قطر بالعادات والتقاليد الخاصة بك، إلا أنها تحرص كل الحرص على احترام تقاليد وعادت المجتمع القطري المُحافظ، وذلك بالمشاركة في أجواء العيد بشكل عام، وتبادل الزيارات مع الجيران القطريين وزملاء العمل، وهذا الأمر يعكس بشكل كبير روح التعايش والتسامح ما بين مُختلف الجاليات والجنسيات في قطر وخارجها، ويظهر تقدير اللبناني لقطر، بالتزامه بالقوانين والأنظمة المعمول بها، والمشاركة في المبادرات الخيرية والمجتمعية.
قد يهمك أن تقرأ: أبرز فعاليات عيد الأضحى في قطر 2025
معلومات حول الجالية اللبنانية في قطر
الجدير ذكره أن جالية لبنان بقطر، تُعتبر من بين أكبر الجاليات العربية، حيث يُقدر عدد اللبنانيين في قطر 2025 بأكثر من (25.000 نسمة)، حيث يتركز اللبنانين في العاصمة الدوحة ويشكلون جزء كبير من القوة التشيغيلية العامة في الكثير من قطاعات العمل الاقتصادية، حيث تتزايد فرص التوظيف في قطر، ولهذا يحرص اللبنانيون على التعليم في قطر نظراً لوجود فرص عمل كبيرة في أكثر من قطاع أبرزها قطاع الخدمات والسياحة والسفر.