عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة جولة مفاوضات بين باكستان وأفغانستان بوساطة قطرية تركية، في مسعى لإعادة الهدوء إلى العلاقات المتوترة بين البلدين عقب تصاعد الأحداث الأمنية على الحدود المشتركة… قطر وتركيا ضمان لتحقيق السلام
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن الجانبين اتفقا خلال الجولة على وقف فوري لإطلاق النار، وإنشاء آليات تُعنى بترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين.
وأضاف البيان أن الطرفين توافقا على عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام المقبلة لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعربت الخارجية القطرية عن تطلع دولة قطر إلى أن تسهم هذه الخطوة المهمة في إنهاء التوترات الحدودية، وأن تشكل أساساً متيناً للسلام المستدام بين البلدين الشقيقين.
بيان | باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة مفاوضات بالدوحة على وقف فوري لإطلاق النار#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/1FQ59iVSKT
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) October 18, 2025
وزير الدفاع الباكستاني: قطر وتركيا ضمان لتحقيق السلام
قال وزير الدفاع الباكستاني في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة، إن وجود قطر وتركيا في إطار الاتفاق سيكون عاملاً حاسماً في تحديد نتائجه وما سيتم التوصل إليه، مؤكداً أن نيّاتهما الحسنة تمثل ضمانة حقيقية لوقف الإرهاب.
وأضاف الوزير أن الاتفاق تم بوساطة قطر وتركيا، وأن هناك فهماً واسعاً بين جميع الأطراف بشأن وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية.
عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين
وأكد وزير الدفاع الباكستاني أن الأمور عادت إلى طبيعتها بين باكستان وأفغانستان، ولا يوجد تهديد وشيك بالعنف أو الإرهاب، مشيراً إلى أن الحدود والمعابر أُغلقت مؤقتاً بسبب التوتر الأخير، وسيتم البحث في إعادة فتحها خلال لقاء إسطنبول المقبل.
الاعتراف بالأسباب الجذرية للتوتر
وأوضح الوزير أن الجانب الأفغاني أقرّ بأن الإرهاب هو السبب الرئيسي للتوتر بين البلدين، وتعهد بضبط الجماعات المسلحة ومنعها من تنفيذ عمليات عبر الحدود.
وشدد على أن البلدين اتفقا على ضرورة توقف الإرهاب فوراً، وبذل جهود جدية ومشتركة للتخلص من جذوره لضمان أمن واستقرار المنطقة.

خلفية التوترات الأخيرة
كانت تقارير إعلامية قد تحدثت في 9 أكتوبر عن غارة جوية نفذتها مقاتلات باكستانية على مناطق حدودية في ولاية باكتيا الأفغانية، ما دفع السلطات في كابل إلى تحميل إسلام آباد المسؤولية.
وفي 11 أكتوبر، أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن هجمات على قوات الأمن الباكستانية في إقليم خيبر بختونخوا، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم 20 من عناصر الأمن و3 مدنيين.
وتؤكد إسلام آباد أن مسلحي طالبان باكستان ينفذون عملياتهم انطلاقاً من داخل الأراضي الأفغانية، وهو ما تنفيه كابل بشدة.
هدنة مؤقتة مهّدت لمحادثات الدوحة
في 15 أكتوبر، أعلن البلدان الاتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة، تم تمديدها لاحقاً حتى اختتام المحادثات في الدوحة، التي توجت باتفاق شامل على وقف إطلاق النار وبدء مرحلة جديدة من التفاهم الأمني والسياسي بين الجانبين.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.