تُظهر التوقعات أن إنتاج قطر من الغاز الطبيعي سيصل إلى 244 مليار متر مكعب في عام 2030، مع زيادة متوقعة إلى 300 مليار متر مكعب إنتاج قطر من الغاز في 2050، وفقًا لتقرير “توقعات الغاز العالمية 2050” الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.
يعكس هذا النمو الاستراتيجي التزام قطر بتعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال (LNG) على الساحة العالمية.
استراتيجية توسعة حقل الشمال
تُركز قطر على توسيع قدراتها الإنتاجية من خلال مشروع توسعة حقل الشمال، الذي يُعتبر أكبر حقل للغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم. يهدف هذا المشروع إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، ما يمثل زيادة بنسبة 64%.

يتطلب هذا التوسع استثمارات ضخمة ويُتوقع أن يبدأ الإنتاج في المرحلة الأولى من التوسعة في عام 2025، مع اكتمال المرحلة الثانية في عام 2027.
تلبية الطلب المحلي والدولي المتزايد
من المتوقع أن يصل الطلب المحلي على الغاز الطبيعي في قطر إلى 71 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، بمعدل نمو سنوي يبلغ 1.4%. يُعزى هذا النمو إلى توسيع قدرات تصدير الغاز الطبيعي المسال والاحتياجات المتزايدة لقطاع الطاقة المحلي. على الصعيد الدولي، أبرمت قطر اتفاقيات طويلة الأجل لتوريد الغاز، بما في ذلك اتفاقية لمدة 15 عامًا مع الكويت لتوريد 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا بدءًا من يناير 2025.
تعزيز البنية التحتية للنقل
لتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي المسال، استثمرت قطر في توسيع أسطولها من ناقلات الغاز. في سبتمبر 2024، طلبت “قطر للطاقة” ست سفن إضافية من شركة الصين لبناء السفن، ليصل إجمالي عدد السفن المطلوبة إلى 128 سفينة. تُعتبر هذه السفن، المعروفة باسم “QC-Max”، أكبر ناقلات للغاز الطبيعي المسال في العالم، بسعة 271,000 متر مكعب لكل منها، ومن المتوقع تسليمها بين عامي 2028 و2031.
تنويع استخدامات الغاز واستثمارات الطاقة النظيفة
بالإضافة إلى تصدير الغاز الطبيعي المسال، تستثمر قطر في تنويع استخدامات الغاز من خلال مشاريع مثل “الأمونيا-7” الأزرق، المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2026، والذي يُعتبر خطوة نحو إنتاج حلول قائمة على الغاز منخفض الكربون. علاوة على ذلك، أعلنت “قطر للطاقة” في سبتمبر 2024 عن خطط لمضاعفة إنتاجها السنوي من اليوريا من 6 ملايين طن إلى أكثر من 12.4 مليون طن، من خلال بناء أربع خطوط إنتاج جديدة، لتلبية الطلب المتزايد على الأسمدة مع تزايد عدد سكان العالم.
التزام بالاستدامة والطاقة المتجددة
تسعى قطر إلى تعزيز استدامة قطاع الطاقة من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة. في سبتمبر 2024، أعلنت “قطر للطاقة” عن بناء محطة طاقة شمسية ثالثة في منطقة دخان، بهدف مضاعفة إنتاج الطاقة الشمسية في البلاد إلى 4,000 ميجاوات بحلول عام 2030. تُعزز هذه الخطوات التزام قطر بالتحول نحو مصادر طاقة أنظف وتقليل البصمة الكربونية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.