تبنّت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر آلية تصحيح متكاملة ودقيقة لاختبارات الشهادة الثانوية العامة، تهدف إلى ضمان أعلى درجات العدالة والشفافية والدقة في رصد الدرجات. وتبدأ عملية التصحيح بعد الانتهاء من مرحلة “تصحيح العينة”، وهي مرحلة أساسية يتم فيها تقييم عينة من كراسات إجابة الطلبة من مختلف المسارات والمدارس، وذلك بهدف قياس مدى وضوح الأسئلة، وفعالية توزيع الدرجات، وعدالة صياغة الأسئلة، وضمان عدم وجود غموض يؤثر على أداء الطالب أو يُربك المصححين
وتعتمد الوزارة على نظام تصحيح من مرحلتين؛ الأولى إلكترونية مخصصة لتصحيح الأسئلة الموضوعية كالاختيار من متعدد، حيث تُستخدم أنظمة ذكية لرصد الدرجات بدقة وحيادية كاملة. أما المرحلة الثانية فهي يدوية، خاصة بالأسئلة المقالية، ويقوم بها معلمون ذوو كفاءة عالية وتدريب متخصص، لضمان الالتزام بنموذج التصحيح الموحد، وتطبيق المعايير التربوية بشكل متوازن بين جميع الطلبة
وتخضع كراسات الإجابة لمراجعة دقيقة من ثلاث مستويات، تبدأ بالمصحّح الأول، ثم قائد الطاولة، وتنتهي بمراجعة مركزية مستقلة داخل مقار التصحيح، حيث يُعاد فحص العينات والتأكد من عدم وجود أي خلل أو تباين في منح الدرجات. وتُحفظ الأوراق ضمن نظام دقيق يسمح بتتبّع كل ورقة وإجراء المراجعة عند الحاجة، خصوصًا في حال تقدم الطالب بطلب تظلم رسمي

جاهزية كاملة ومراكز موزعة على مختلف أنحاء الدولة
أكملت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر جميع الاستعدادات لانطلاق اختبارات الشهادة الثانوية العامة للعام الأكاديمي 2024-2025، والتي تبدأ رسميًا يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، بمشاركة أكثر من 15,600 طالب وطالبة موزعين على 83 مركزًا امتحانيًا في مختلف مناطق الدولة. وتأتي هذه الاستعدادات ضمن خطة تربوية شاملة تركز على تنظيم بيئة اختبارية عادلة وآمنة لجميع الطلبة، بما يحقق العدالة وتكافؤ الفرص، ويُراعي الفروق الفردية والاحتياجات التعليمية المختلفة.
جداول مدروسة وتوازن نفسي وعلمي
أكدت الوزارة أن جدول الاختبارات قد تم تصميمه وفق معايير علمية دقيقة تضمن التدرج المنطقي في المواد، مع توفير فواصل زمنية مدروسة لتخفيف الضغط النفسي على الطلبة، خاصة في المواد التي تتطلب تركيزًا وفهمًا عميقًا. وقد روعي في الجدولة ألا تتتابع المواد الصعبة دون فاصل، حفاظًا على التوازن بين الأداء الأكاديمي والراحة الذهنية للطلبة، وضمان أفضل نتائج ممكنة.
مراكز مؤمّنة وإجراءات رقابية مشددة
تم تجهيز المراكز الامتحانية بأعلى معايير الجاهزية، من حيث التنظيم والمراقبة وتوفير الظروف الملائمة، كما تم اعتماد إجراءات أمنية لنقل أوراق الاختبار داخل مغلفات مغلقة، لا تُفتح إلا داخل اللجان بحضور مسؤولين مختصين. وتُطبق أنظمة صارمة لمنع تسريب الأسئلة أو الإخلال بسير العملية الامتحانية، بما يعكس التزام الوزارة بالحفاظ على مصداقية الاختبارات وحقوق الطلبة.
حق التظلم مكفول.. وآلية شفافة للطعن
تؤكد الوزارة حرصها على ضمان حقوق الطلبة كاملة، من خلال إتاحة إمكانية التقدم بطلب مراجعة للنتائج في حال الاعتراض على أي درجة. وتُراجع كراسات الإجابة في هذه الحالة من قبل لجنة مستقلة تُعيد فحص كل سؤال بدقة، مع إبلاغ الطالب بنتيجة الطعن بشكل رسمي وموثّق، ما يعزز الثقة في المنظومة التربوية.
مواكبة للذكاء الاصطناعي وتحديث أدوات التقييم
تعمل الوزارة حاليًا على تحديث أدوات التقييم بما يواكب المتغيرات العالمية في قطاع التعليم، وذلك من خلال إدماج الذكاء الاصطناعي في تحليل النتائج وتطوير أساليب التصحيح، إضافة إلى تعزيز التقييم المستمر وربطه بحضور الطلبة وتفاعلهم داخل الصف، بما يُسهم في بناء منظومة تربوية متكاملة تعكس المهارات الحقيقية للطلبة، لا سيما مهارات التفكير النقدي، والتحليل، والتواصل.
اختبارات الشهادة الثانوية العامة موزعة بحسب المسارات
تنطلق الاختبارات يوم الثلاثاء 17 يونيو بمادة الرياضيات، تليها اللغة العربية يوم 18 يونيو. ويؤدي طلبة المسار الأدبي اختبار الجغرافيا يوم 19 يونيو، في حين يُمتحن طلبة المسارين العلمي والتكنولوجي في مادة الفيزياء في اليوم ذاته. وتشمل بقية الاختبارات مواد العلوم العامة، والكيمي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.