حققت منصة “هيا” الرقمية إنجازًا لافتًا بتجاوزها معالجة أكثر من مليوني طلب سمة دخول إلكترونية منذ بداية عام 2023 وحتى اليوم. ويأتي هذا النجاح بعد الإنجاز التاريخي الذي سجلته خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث لعبت دورًا محوريًا في تنظيم دخول المشجعين والزوار، لتتحول لاحقًا إلى بوابة شاملة لخدمات التأشيرات الإلكترونية.
ووفقًا لبيان صادر عن قطر للسياحة، بلغ إجمالي الطلبات الفردية المقدمة بعد البطولة نحو 1.5 مليون طلب، وهو رقم يعكس الثقة المتزايدة بالمنصة باعتبارها أداة رئيسية لتسهيل دخول الزوار وتعزيز التجربة السياحية.
نمو مطّرد في حجم الاستخدام
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن المنصة عالجت أكثر من 60 ألف طلب شهريًا منذ أبريل 2023 وحتى اليوم. كما شهد تطبيق “هيا” على الهواتف الذكية إقبالًا متزايدًا، حيث ارتفع عدد مستخدميه النشطين إلى 2.7 مليون مستخدم. هذا النمو المطرد لا يعكس فقط الإقبال على زيارة قطر، بل يترجم أيضًا نجاح الاستراتيجية الرقمية التي تنتهجها الدولة.
منصة ما بعد المونديال
عقب انتهاء كأس العالم، عملت الجهات المختصة على تطوير منصة “هيا” لتصبح أكثر شمولية. وأوضح سعيد الكواري، مدير المنصة، أن النظام استوعب عدة أنواع من سمات الدخول السياحية، مستفيدًا من أحدث التقنيات ومعايير الأمن العالمية. وأضاف أن هذه التحديثات “ساهمت بشكل مباشر في دعم قطاع السياحة عبر تبسيط الإجراءات ورفع مستوى تجربة الزوار”.
أرقام قياسية خلال البطولة وبعدها
منذ انطلاقتها، ارتبط اسم “هيا” بتحقيق أرقام لافتة. فقد استقبلت المنصة أكثر من 2.4 مليون طلب خلال كأس العالم FIFA قطر 2022 وحدها، مع تسجيل ذروة استخدام يومية بلغت 50 ألف طلب. كما تم تسجيل رقم قياسي يومي بلغ 49,155 دخولًا في يوم واحد أثناء البطولة، وهو ما أكد قدرة المنصة على التعامل مع ضغوط استثنائية بكفاءة عالية.
تعزيز البنية الرقمية ضمن رؤية قطر 2030
لا يمكن فصل نجاح “هيا” عن الإطار الأوسع لرؤية قطر الوطنية 2030. فالمنصة تمثل نموذجًا حيًا لتوجه الدولة نحو التحول الرقمي، وحرصها على تقديم حلول مبتكرة تواكب احتياجات الأفراد والشركات. كما تنسجم مع الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تسعى إلى جعل قطر وجهة رائدة عالميًا، قادرة على استقطاب ملايين الزوار سنويًا.
تنوع خدمات سمات الدخول الإلكترونية
تقدم منصة “هيا” اليوم مجموعة متنوعة من سمات الدخول، تغطي احتياجات شرائح مختلفة من الزوار:
سمة زيارة سياحية (A1): موجهة للزوار الراغبين في قضاء عطلات واستكشاف المعالم السياحية.
سمة زيارة للمقيمين في دول مجلس التعاون (A2): لتسهيل دخول المقيمين في دول الخليج.
سمة إخطار السفر الإلكتروني (A3): تمنح مرونة أكبر لفئات محددة من المسافرين.
سمة دخول الزوار المرافقين لمواطني دول مجلس التعاون (A4): لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية.
طلب هيا للإعفاء من التأشيرة لمواطني الولايات المتحدة (F1): خطوة تعكس الشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن.
هذا التنوع يعكس مرونة المنصة وقدرتها على تلبية احتياجات مختلفة، من السائح العادي إلى رجال الأعمال والزوار الرسميين.
“هيا 2.0”: الجيل الجديد من الخدمات
في إطار التحديث المستمر وتطوير البنية الرقمية، تستعد دولة قطر لإطلاق النسخة المطورة من منصة “هيا 2.0” قريبًا، لتقديم تجربة رقمية أكثر سلاسة وفاعلية للزوار والمقيمين على حد سواء. تهدف هذه النسخة إلى تعزيز خدمات سمات الدخول الإلكترونية وربطها بمختلف احتياجات الزوار، بما يعكس التزام قطر بالتحول الرقمي وتوفير حلول مبتكرة تواكب أعلى المعايير العالمية.
تجربة محسنة عبر التطبيق والبوابة الإلكترونية
ستتيح النسخة الجديدة “هيا 2.0” تجربة استخدام متكاملة عبر تطبيق الهواتف الذكية والبوابة الإلكترونية، بحيث يمكن للزوار إدارة طلباتهم ومتابعة حالة طلبات الدخول بسهولة ويسر. وتركز المنصة على تقديم واجهة مستخدم مبسطة ومرنة لتسهيل التنقل بين الخدمات المختلفة وضمان تجربة سلسة من بداية تقديم الطلب وحتى الحصول على الموافقة.
بوابة دفع مبسطة
تعد بوابة الدفع المبسطة إحدى أهم المزايا في النسخة المطورة، إذ تهدف إلى تسهيل إجراءات دفع الرسوم المتعلقة بسمات الدخول الإلكترونية. هذا التحديث يوفر الوقت والجهد على المستخدمين، ويجعل عملية الدفع أكثر سرعة وأمانًا، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية في التعاملات الرقمية.
خصائص مطورة للبوابة الإلكترونية
تضم”هيا 2.0″ خصائص مطورة للبوابة الإلكترونية لتعزيز تجربة المستخدم بشكل شامل، بما في ذلك تحسين الأداء، وتسهيل الوصول إلى الخدمات المختلفة، وتمكين المستخدمين من متابعة جميع الطلبات والإشعارات بشكل أكثر وضوحًا وفاعلية. هذه الخصائص تجعل عملية تقديم طلبات الدخول أكثر سلاسة، وتقلل من أي تعقيدات كانت موجودة في النسخ السابقة.
دور تكاملي في التجربة السياحية
لا تقتصر منصة “هيا” على تسهيل الدخول عبر المطارات والمنافذ البرية فقط، بل تقدم تجربة متكاملة تربط الزوار بالفعاليات الثقافية والرياضية والفنية في قطر. ومن خلال دمجها مع خدمات النقل والسياحة الداخلية وأنشطة أسلوب الحياة، تتحول “هيا” إلى منظومة رقمية متكاملة تسهّل العيش والسفر والتواصل.
كما توفر المنصة حلولًا خاصة لتنظيم الأحداث الكبرى، من خلال تقديم خدمات رقمية مصممة لتلبية احتياجات المنظمين والمشاركين والجمهور، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في نجاح الفعاليات الدولية التي تستضيفها قطر.
مقارنة إقليمية: موقع قطر التنافسي
عند مقارنة “هيا” بأنظمة التأشيرات الإلكترونية في المنطقة، نجد أن قطر حققت قفزة نوعية. ففي الإمارات، يعتمد نظام “eVisa” بشكل أساسي على الخدمات الحكومية التقليدية، بينما وسّعت السعودية نطاق “منصة التأشيرات السياحية” لتشمل أكثر من 60 دولة.
لكن ما يميز قطر هو الجمع بين التأشيرات الإلكترونية وخدمات الفعاليات والنقل والسياحة في منصة واحدة، وهو ما يجعل “هيا” نموذجًا فريدًا يعكس تكاملاً رقمياً شاملاً، وليس مجرد خدمة للحصول على تأشيرة.
بعد المونديال: إرث مستدام
يشكل نجاح منصة “هيا” مثالًا حيًا على الإرث الرقمي المستدام لبطولة كأس العالم. فما بدأ كأداة لإدارة دخول الجماهير تحول اليوم إلى منظومة تخدم السياحة والاقتصاد الوطني. وهذا يعكس الرؤية القطرية في الاستفادة من كل حدث عالمي تستضيفه الدولة لبناء حلول طويلة الأمد تدعم مستقبلها.
تشجيع السياحة الثقافية والطبيعية
عبر “هيا”، يتم تشجيع الزوار على استكشاف المعالم التراثية مثل سوق واقف ومتحف قطر الوطني، إلى جانب الوجهات الطبيعية مثل خور العديد. المنصة لا تقتصر على تسهيل الدخول، بل تدعو إلى اكتشاف قطر بعمق، ما يساهم في إطالة مدة الإقامة وزيادة العائد السياحي.
منصة تدعم الاقتصاد الرقمي
من خلال تبسيط الإجراءات وربطها بالخدمات المختلفة، تساهم “هيا” في تعزيز الاقتصاد الرقمي في قطر، وجعل الخدمات الحكومية أكثر كفاءة ومرونة. كما أنها تسهم في تحسين تجربة الزوار، وهو عنصر رئيسي في بناء سمعة دولية قوية في قطاع السياحة والخدمات.