افتتاح مكتب العمل العُماني القطري في الدوحة

مكتب العمل العُماني القطري..دعم مباشر للجالية العُمانية في سوق العمل

افتتحت دولة قطر وسلطنة عُمان، في الأول من مايو 2025، مكتب العمل العُماني القطري المشترك في العاصمة الدوحة، بحضور رسمي رفيع ضم الشيخة نجوى بنت عبد الرحمن آل ثاني، وكيل وزارة العمل القطرية، و خالد بن سالم الغماري، وكيل وزارة العمل لشؤون العمل في سلطنة عُمان.

ويُعد افتتاح هذا المكتب خطوة استراتيجية تؤكد حرص البلدين على تعزيز الشراكة في مجال العمل وتنمية الموارد البشرية، وفتح آفاق أوسع أمام الكفاءات العُمانية في سوق العمل القطري.

مكتب العمل العُماني القطري في الدوحة

تشكل الجالية العُمانية المقيمة في قطر شريحة مهمة من الكفاءات الخليجية العاملة في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، الهندسة، والطاقة. ومن خلال افتتاح هذا المكتب، ستحصل الجالية العُمانية على قناة مباشرة لتقديم الدعم والرعاية، ومتابعة أوضاعها المهنية والوظيفية عن قرب، ما يسهم في تعزيز الاستقرار المهني والنفسي للأفراد. كما يوفر المكتب مرجعية رسمية لمعالجة الشكاوى والمطالبات المهنية التي قد تواجه العمال العمانيين في قطر، بما يضمن حصولهم على حقوقهم القانونية ضمن بيئة عمل عادلة ومنظمة.

افتتاح مكتب العمل العُماني القطري في الدوحة
افتتاح مكتب العمل العُماني القطري في الدوحة

تسهيل فرص التوظيف للعُمانيين في قطر

من أبرز الأهداف التي أعلن عنها المكتب المشترك هو تسهيل توظيف الكفاءات العُمانية في السوق القطري. فبالتنسيق مع الجهات القطرية المعنية، سيقوم المكتب بمواءمة احتياجات سوق العمل في قطر مع المهارات والتخصصات المتوفرة لدى العمالة العُمانية، مما يفتح المجال أمام العُمانيين الباحثين عن فرص عمل نوعية في دولة قطر. ومن المتوقع أن يشهد هذا التنسيق زيادة في عدد العُمانيين المقبولين في الوظائف داخل مؤسسات القطاعين العام والخاص في الدولة، وخاصة مع نمو القطاعات الاقتصادية الحيوية في قطر بعد مونديال 2022.

منصة لتطوير المهارات والتدريب المتبادل

أكد المسؤولون من الجانبين أن المكتب لن يقتصر دوره على التوظيف فقط، بل سيتحول إلى مركز للتدريب وتبادل الخبرات. ومن المخطط أن تُطلق برامج تدريبية مشتركة لتأهيل الكفاءات العُمانية بما يتوافق مع متطلبات السوق القطري، وأيضاً تدريب الكوادر القطرية في سلطنة عُمان للاستفادة من خبراتها في مجالات التدريب الفني والمهني. ويمثل هذا التبادل فرصة مهمة للجالية العُمانية لتطوير مهاراتها، والارتقاء بمستوى أدائها، وزيادة تنافسيتها إقليمياً ودولياً.

تعزيز الشعور بالانتماء والتكامل الخليجي

وجود جهة رسمية تمثل سلطنة عُمان في قطر تعزز شعور أفراد الجالية العُمانية بأنهم جزء من نسيج خليجي واحد، وتحفز على المزيد من التواصل بين المواطنين الخليجيين في الدولة. كما أن المكتب يعزز من قيمة التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويمثل خطوة عملية لترسيخ مفهوم التكامل المهني والاجتماعي بين الشعوب الخليجية، وفق أهداف الرؤية المشتركة لمجلس التعاون. وقد أشار سعادة السفير العُماني لدى قطر إلى أن المكتب يُعد تجسيداً لرؤية القيادتين الحكيمتين في بناء جسور تعاون مستدامة بين البلدين.

فرص مستقبلية للشباب العُماني في قطاع الأعمال

بالإضافة إلى التوظيف في المؤسسات، فإن المكتب المشترك قد يشكل نقطة انطلاق لدعم رواد الأعمال العمانيين الراغبين في الاستثمار أو إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة داخل قطر. فبفضل التنسيق المؤسسي المتبادل، يمكن للمكتب توفير معلومات وإرشادات للراغبين في الانخراط في بيئة ريادة الأعمال القطرية، التي تشهد ازدهاراً كبيراً وتسهيلات مشجعة للمستثمرين الخليجيين. كما يمكن أن يسهم في بناء شراكات بين العُمانيين والقطريين في مشاريع مشتركة تخدم مصالح البلدين.

متابعة القضايا وحماية الحقوق

من المهام الجوهرية للمكتب المشترك أن يتولى متابعة القضايا المرتبطة بالعمل، سواء كانت متعلقة بالنزاعات العمالية، أو بتأخير الرواتب، أو بظروف العمل غير المناسبة. وسيوفر المكتب قناة رسمية لتقديم الشكاوى أو طلبات الدعم، مع الالتزام بالشفافية والسرعة في الاستجابة، بالتنسيق مع الجهات القطرية المختصة. وهذه النقطة تُعد مكسباً كبيراً للجالية العُمانية التي كانت في السابق تعتمد على قنوات غير مباشرة أو محدودة لحل مشاكلها.

دعم الأسرة العُمانية المقيمة في قطر

يمتد أثر افتتاح المكتب إلى الأسر العُمانية المقيمة في قطر، حيث سيوفر الاستقرار المهني للمعيلين، مما ينعكس إيجاباً على حياة الأسرة ككل. كما يمكن أن يسهم المكتب في إطلاق مبادرات اجتماعية وثقافية تعزز من اندماج العُمانيين في المجتمع القطري، وتدعم التبادل الثقافي بين الشعبين، عبر فعاليات مشتركة أو برامج اجتماعية موجهة للجالية.

نموذج يحتذى به في التعاون الخليجي

إن افتتاح مكتب العمل العُماني القطري المشترك لا يشكل فقط خطوة إدارية أو لوجستية، بل يمثل نموذجاً متقدماً في التعاون الخليجي، ومؤشراً على الرغبة الصادقة في تحقيق تكامل اقتصادي واجتماعي يعود بالنفع على المواطنين. وبالنسبة للجالية العُمانية المقيمة في قطر، فإن هذا المكتب هو مكسب حقيقي، ومنصة متكاملة للدعم المهني والتنموي، تضع مصلحتهم في قلب أولويات العلاقة بين البلدين الشقيقين.

الرابط المختصر: doha24.net/s/r8

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر المنشورات لحظة ورودها