يُعتبر شهر رمضان شهرًا مباركًا تفيض فيه الرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون فيه على أداء العبادات بكل أشكالها، وعلى رأسها تلاوة ختم القرآن الكريم. وفي قطر، تولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أهمية كبيرة لهذه الشعيرة، حيث تنشر سنويًا جدولًا لختم القرآن الكريم في المساجد خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، لتكون هدية روحية للمصلين.
جدول ختم القرآن في 39 مسجدًا بقطر
نشرت وزارة الأوقاف القطرية جدول ختم القرآن لشهر رمضان 1446 هـ، والذي يشمل 39 مسجدًا وجامعًا موزعين على مختلف مناطق الدولة. ووفقًا للجدول الرسمي، سيتم ختم القرآن في 6 مساجد ليلة 27 رمضان (المعروفة شعبيًا بليلة القدر)، بينما ستُقام ختمات أخرى في 33 مسجدًا ليلة 29 رمضان (ختام الشهر الفضيل). يُشرف على هذه الختمات مجموعة من الأئمة المعروفين بصوتهم الخاشع وتلاوتهم المؤثرة، مما يزيد من حضور المصلين في هذه الليالي المباركة.
المساجد التي تختم ليلة 27: أجواء مهيبة وروحانية مميزة
من بين المساجد التي تختم القرآن ليلة 27: مسجد الإمام الأوزاعي في سميسمة، مسجد المدينة التعليمية في الريان، مسجد سارة بنت محمد في المنتزه، مسجد أحمد بن جاسم في إزغوى، مسجد 1300 في الثمامة، ومسجد غانم علي آل ثاني في المنصورة. تحظى هذه الليلة باهتمام خاص من المسلمين، حيث يُرجى أن تكون “ليلة القدر”، التي هي خير من ألف شهر.
ليلة 29 رمضان: ختام القرآن وختام رمضان معًا
تختم معظم المساجد في الدولة القرآن الكريم في ليلة 29، ليكون الختام متزامنًا مع وداع الشهر المبارك. ومن أبرز هذه المساجد: جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، جامع الشيوخ في البدع، مسجد الفرقان في معيذر، مسجد خديجة بنت خويلد في مدينة خليفة، مسجد حصة بنت خالد آل ثاني في البديع، مسجد محمد بن ثاني في الغرافة، ومسجد صالح المانع في لوسيل. تشهد هذه الليالي أعدادًا كبيرة من المصلين، وتُختتم غالبًا بدعاء مؤثر يشمل الأمة الإسلامية، ويعبّر عن روح التآلف والإيمان.
أهمية ختم القرآن في رمضان
ختم القرآن الكريم خلال رمضان سُنّة مباركة درج عليها الصحابة والتابعون، ويُعتبر من الأعمال التي تُضاعف فيها الحسنات. ويُذكر أن بعض السلف كانوا يختمون القرآن كل ثلاث ليالٍ، وبعضهم كل ليلة، لما في ذلك من تعظيم للشهر الكريم واغتنام أوقاته.
جهود وزارة الأوقاف لتعزيز الأجواء الرمضانية
لا يقتصر دور وزارة الأوقاف القطرية على إدارة المساجد، بل تشمل مسؤولياتها تنظيم الفعاليات الدينية ونشر الوعي، وقد أطلقت الوزارة العديد من المبادرات في رمضان مثل: توزيع المصاحف على المساجد والمراكز الإسلامية، إقامة محاضرات ودروس دينية، إعداد برامج توعوية عبر وسائل الإعلام، ونشر جدول ختم القرآن على الموقع الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد أشاد كثير من المصلين بالتنظيم الرفيع للمساجد، وتوفير بيئة روحانية هادئة ومهيأة للخشوع والعبادة.
حضور جماهيري واسع في التهجد وختم القرآن
تشهد المساجد في قطر، خصوصًا في العشر الأواخر من رمضان، توافدًا كبيرًا من المصلين، خاصة في صلوات التهجد التي تُقام بعد منتصف الليل. وتبلغ الأعداد ذروتها في الليالي التي يُختم فيها القرآن، حيث يحرص الجميع على حضور الدعاء الأخير، وعيش اللحظة بكل خشوع وأمل.
الدعاء الختامي.. محطة إيمانية ينتظرها الجميع
يُعد الدعاء الذي يُختتم به ختم القرآن من اللحظات المؤثرة التي لا تُنسى، حيث يرفع الإمام يديه مبتهلًا بالدعاء للمسلمين في كل مكان، ولأهل غزة، وفلسطين، وسائر بلاد المسلمين. وتلهج القلوب قبل الألسنة بالدعاء، ويختلط الخشوع بالدموع، فتسكن القلوب وتطمئن الأرواح.
خريطة المساجد وتفاصيل أكثر عبر موقع الوزارة
يمكن للمصلين الاطلاع على تفاصيل المساجد التي ستقيم ختم القرآن الكريم من خلال الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف القطرية ، حيث تم نشر الجدول الكامل بصيغة PDF، ويحتوي على أسماء المساجد، وأسماء الأئمة، ومواعيد ختم القرآن في كل مسجد.
تُعد ختمات القرآن الكريم التي تنظمها وزارة الأوقاف في مساجد قطر خلال رمضان من أجمل ما يزين ليالي الشهر الكريم، وتحظى بإقبال واسع لما لها من أجر عظيم وأثر روحي عميق. وتشكل هذه الختمات محطة إيمانية ينتظرها الصائمون في العشر الأواخر من رمضان.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.